أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 22 شوال 1444هـ ، الموافق 12 مايو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي


عناصر خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، بعنوان :

أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: معرفةُ اللهِ تعالي أصلُ الأصولِ.

ثانيًا: أسماءُ اللهِ الحُسنَى فضائلُ وثمراتٌ.

ثالثًا: معرفةُ اللهِ تعالي أصلٌ في تزكيةِ النفوسِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م ، بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي: 

 

أسماءُ اللهِ الحسنَي و أثرُهَا في حياتِنَا

22 شوال 1444هـ 12 مايو 2023م

الموضوع

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}(الأعراف) ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) }(الحشر)، وأشهدُ أنَّ سيدنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ والسراجُ المنيرُ القائلُ في حديثهِ الشريفِ 🙁 إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)(صحيح البخاري)، اللهُمّ صلِّ عليهِ وعلي آلهِ وصحبهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

أمّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

أولًا: معرفةُ اللهِ تعالي أصلُ الأصولِ.

**عبادَ الله: إنّ العلمَ بأسماءِ اللهِ تعالي الحسنَى وصفاتهِ أصلُ الأصولِ، فهو بابُ المحبينَ حقًّا لا يدخلُ منه غيرُهُم، ولا يشبعُ مِن معرفتهِ أحدٌ منهُم، بل كلمَا بدَا لهُم منهُ علمٌ ازدادُوا شوقًا ومحبةً وظمأً، وإنَّما تفاوتتْ منازلُهُم ومراتبُهُم في محبتهِ على حسبِ تفاوتِ مراتبِهِم في معرفتهِ والعلمِ بهِ سبحانَهُ وتعالَي، فأعرفهُم باللهِ أشدُّهُم  لهُ حبًّا.

**ومِن أعظمِ ما يقوِّي الإيمان، معرفةُ أسماءِ اللهِ تعالي الحسنَى، فكلَّمَا ازدادَ العبدُ معرفةً بأسماءِ اللهِ وصفاتهِ ازدادَ إيمانُهُ، وقويَ يقينُهُ.

فينبغِي للمؤمنِ أنْ يبذلَ وسعَهُ واستطاعتَهُ في معرفةِ أسمائهِ تعالي وصفاتهِ، قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ:

«خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا» قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟ قَالَ: «مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى».(حلية الأولياء).

**والعلمُ بأسماءِ اللهِ تعالى وصفاتهِ أشرفُ العلومِ والمعارفِ؛ لأنَّه العلمُ الذي يقومُ عليهِ توحيدُ الربِّ سبحانَهُ وتعالي وعبادتُهُ، وتوحيدُ اللهِ عزّ وجلّ وعبادتُهُ أولُ واجبٍ على المكلفِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى اليَمَنِ، قَالَ: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ».(صحيح البخاري).

**عبادَ الله:

إنّ شرفَ العلمِ مِن شرفِ المعلومِ،

ولمّا كان المعلومُ هو اللهُ سبحانَهُ وتعالي وأسماءُهُ وصفاتُهُ، كان هذا العلمُ هو أشرفُ العلومِ.

قالَ ابنُ القيمِ رحمَهُ اللهُ تعالى: إنّ شرفَ العلمِ تابعٌ لشرفِ معلومهِ، ولا ريبَ أنَّ أجلَّ معلومٍ وأعظمَهُ وأكبرَهُ هو اللهُ الذي لا إلهَ إلّا هو ربُّ العالمين، وقيومُ السماواتِ والأرضين، الملكُ الحقُّ المبينُ، الموصوفُ بالكمالِ كلِّهِ، المنزهُ عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ، وعن كلِّ تمثيلٍ وتشبيهٍ في كمالهِ، ولا ريبَ أنَّ العلمَ بهِ وبأسمائهِ وصفاتهِ وأفعالهِ أجلُّ العلومِ، وأفضلُهَا.

ونسبتهُ إلى سائرِ العلومِ كنسبةِ معلومهِ إلى سائرِ المعلوماتِ. وكمَا أنَّ العلمَ بهِ أجلُّ العلومِ وأشرفُهَا فهو أصلُهَا كلُّهَا… والمقصودُ أنَّ العلمَ باللهِ أصلُ كلِّ علمٍ، وهو أصلُ علمِ العبدِ بسعادتهِ وكمالهِ، ومصالحِ دنياهُ وآخرتِه. والجهلُ بهِ مستلزمٌ للجهلِ بنفسهِ، ومصالحهَا وكمالهَا، وما تزكُو بهِ وتفلحُ بهِ، فالعلمُ به سعادةُ العبدِ، والجهلُ بهِ أصلُ شقاوتهِ. (مفتاح دار السعادة).

ويقولُ أيضًا: لا سعادةَ للعبادِ، ولا صلاحَ لهُم، ولا نعيمَ إلّا بأنْ يعرفُوا ربَّهُم ويكونَ هو وحدهُ غايةُ مطلوبِهِم، والتعرفُ إليهِ قرةُ عيونِهِم.. ومتى فقدُوا ذلك كانوا أسوأَ حالًا مِن الأنعامِ. وكانتْ الأنعامُ أطيبَ عيشٍ منهم في العاجلِ، وأسلمَ عاقبةٍ في الآجلِ . (الصواعق المرسلة).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ثانيًا: أسماءُ اللهِ الحُسنَى فضائلُ وثمراتٌ.

عبادَ الله:

إنّ أسماءَ اللهِ الحُسنَى وصفاتِهِ العُلا لهَا فوائدُ كثيرةٌ، وآثارٌ عظيمةٌ، لا يستطيعُ أحدٌ إحصائهَا، وحسبُكَ قولُ النبيِّ ﷺ :

(لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».(صحيح مسلم ).

فتعالُوا بنَا لندخلَ إلي جنةِ أسماءِ ربِّنَا تبارَكَ وتعالَى، لنذكرَ بعضَ هذه الآثارِ والفوائدِ :

**  الأسماءُ الحسنَى مِن أعظمِ أسبابِ دخولِ الجنةِ

لِمَن عرفَهَا وآمنَ بهَا وأدَّى حقَّهَا، وقد بشرَّ النبيُّ ﷺ مَن أحصَى أسماءَ اللهِ الحسنَى بجنةٍ عرضُهَا السماواتُ والأرضُ، حيثُ قالَ: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ).(صحيح البخاري)، وإحصاءُ أسماءِ اللهِ يعنِي إحصاءُ ألفاظِهَا وعدهَا، وفهمُ معانيهَا ودعاءُ اللهِ بهَا والتعبدُ للهِ بمقتضاهَا.

**الأسماءُ الحسنَي حصنٌ للمؤمنِ مِن كلِّ مكروهٍ:

أسماءُ اللَّهِ الحُسنَى  يُستجلبُ بهَا الخيرُ ويستدفعُ بهَا الشرُّ،  فاسمُ اللَّهِ يدفعُ الضررَ ويرفعهُ،  فعن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي اللهُ عنه قال: قال رَسُولَ اللَّهِ ﷺ :

” مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ:

بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ “(سنن ابن ماجه).

** الأسماءُ الحسنَى مِن أعظمِ أسبابِ تفريجِ الكروبِ وزوالِ الهمومِ:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلاَ حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّى عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِى بِيَدِكَ مَاضٍ فِىَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِىَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِى كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِى وَنُورَ صَدْرِى وَجَلاَءَ حُزْنِى وَذَهَابَ هَمِّى . إِلاَّ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجاً » . قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلاَ نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ « بَلَى يَنْبَغِى لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا »(مسند أحمد).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:

كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُولُ:

«لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ».(صحيح البخاري).

**الأسماءُ الحسنَى مِن أعظمِ الأسبابِ لإجابةِ الدعاءِ:

إنَّ اللهَ تعالي أمرَ عبادَهُ أنْ يسألُوهُ ويدعوهُ بأسمائهِ الحسنَى، قالَ تعالَي :

{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)}(الأعراف).

فدعاءُ اللهِ بأسمائهِ الحسنَى هو أعظمُ أسبابِ إجابةِ الدعوةِ وكشفِ البلوةِ، فإنَّه يرحمُ؛ لأنَّه الرحمنُ  الرحيمُ، ويغفرُ؛ لأنَّهُ الغفورُ، وكان النبيُّ ﷺ يسألُ اللَّهَ بأسمائهِ الحُسنَى ويتوسلُ إليهِ بهَا.

ولمّا سمعَ النبيُّ ﷺ رجلًا يسألُ اللهَ باسمٍ مِن أسمائهِ بشّرَهُ بالإجابةِ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ».(سنن أبي داود).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 12 مايو 2023م بعنوان : أسماء الله الحسنى وأثر فهمها في حياتنا

ثالثًا: معرفةُ اللهِ تعالي أصلٌ في تزكيةِ النفوسِ.

عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالي  أقسمَ في كتابهِ الكريمِ علي أنَّ صلاحَ العبدِ وفلاحَهُ مرتبطٌ بتزكيةِ النفسِ وتطهيرِهَا، قالَ تعالي:

{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (الشمس) .

وكانتْ دعوةُ الأنبياءِ عليهمُ السلامُ إلى تزكيةِ النفوسِ وإصلاحِهَا ، فهذا موسَى عليه السلامُ يقولُ لفرعونَ: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} (النازعات) .

وقال تعالى عن نبيِّنَا مُحمدٍ ﷺ:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة، آية 2)

وتزكيةُ النفسِ سببُ الفوزِ بالدرجاتِ العلى، والنعيمِ المقيمِ، كما قالَ عزَّ وجلَّ:

{وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} (طه، آية 75، 76) .

أي طهّرَ نفسَهُ مِن الدنسِ والخبثِ والشركِ، وعبدَ اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ واتبعَ المرسلين فيمَا جاءُوا بهِ.

وكان ﷺ يقولُ في دعائهِ: « اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ».(صحيح مسلم ).

ومعنى زكّاهَا طهرهَا، وخيرُ مَن زكّاهَا أي لا مُزكِّي لهَا إلّا أنتَ، كما قال أنتَ وليهَا ومولاهَا .(شرح النووي).

وتزكيةُ النفسِ: 

إصلاحُهَا وتطهيرُهَا، وقد بيّنَ النبيُّ ﷺ السبيلَ  إلي  تزكيةِ النفسِ  في قولهِ:

” ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ:

مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ، وَلَمْ يُعْطِ الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطِ أَمْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهَا وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بَشَّرِهَا، وَزَكَّى نَفْسَهُ ” , فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا تَزْكِيَةُ النَّفْسِ؟ فَقَالَ:

«أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ»(الطبراني المعجم الصغير).

فجعلَ النبيُّ ﷺ تزكيةَ النفسِ إحدَى الخصالِ الموجبةِ لذوقِ طعمِ الإيمانِ

ولَمّا سُئِلَ عن التزكيةِ حصرَهَا في معرفةِ اللهِ ومراقبتهِ.

عبادَ الله:

إنّ اللهَ تعالي خلقَ  النفسَ البشريةَ وجعلَ لهَا سبلًا تزكُو بها حتى تصلَ إلى مراتبِ الفوزِ والفلاحِ، ومِن وسائلِ تزكيةِ النفوسِ توحيدُ اللهِ تعالى، واتباعُ كتابهِ وسنةِ نبيِّهِ ﷺ والاعتصامُ بهمَا، وتحقيقُ معانِي أسماءِ اللهِ الحسنى، وإنّ مَن أحصَي أسماءَ اللهِ الحسنَى وتدبرَهَا وعملَ بمقتضاهَا زكتْ نفسُهُ، وصلحتْ أعمالُهُ، فأكثرَ مِن طاعةِ مولاه، وازدادَ شكرُهُ، وازدادَ خشيةً للهِ وتعظيمًا، ومراقبةً لهُ ومحبةً وحياءً منهُ، وشوقًا إلى لقاءهِ، وابتعدَ عن معصيةِ اللهِ، فالعلمُ بأسماءِ اللهِ الحسنَى لهُ أثرٌ عظيمٌ في صلاحِ الفردِ والمجتمعِ، والابتعادِ عن كلِّ ما يغضبُ اللهَ سبحانَهُ  وتعالي، واستشعارِ رقابةِ اللهِ عزّ وجلّ، والخوفِ منه سبحانه وتعالى.

وهذا العلمُ إذا رسخَ في القلبِ أورثَ الخشيةَ مِن اللهِ لا محالةَ

فإنَّه لا بُدّ أنْ يعلمَ العبدُ أنّ اللهَ يثيبُ على طاعتهِ، ويعاقبُ على معصيتهِ.

اللهم وفقْنَا إلى طاعتِكَ

وباعدْ بينَنَا وبينَ معاصيكَ

كما باعدتُ بينَ المشرقِ والمغربِ

اللهُمّ إنّا نسألُكَ التقوَى ومِن العملِ ما ترضَي

اللهُمّ أعنّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادَتِك

اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا

سلمًا سلامًا

سخاءً رخاءً

وسائرَ بلادِ المسلمين

اللهُمّ احفظْهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ  برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين

وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!